شهد البيان الذى ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، خلال الندوة التثقيفية، التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية، والتى أكد فيها استحالة أن يصمت الجيش على الأوضاع المتردية التى تمر بها البلاد، وإمهاله جميع الأطراف أسبوعا ليجدوا حلا حول خلافاتهم، ردود أفعال سريعة من السياسيين وأعضاء الأحزاب.
فقال البرلمانى السابق الدكتور مصطفى النجار إن رسالة المؤسسة العسكرية واضحة ومباشرة لمن يفهم، إن العودة إلى مربع الصفر ليست بعيدة، مشددا على أنه لن يتم السماح باقتتال أهلى أو عسكرة للصراع السياسى.
وتابع النجار، عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أن رسالة المؤسسة العسكرية هى: "لن نسمح بتفكك الدولة وترك الأمور تسير للفوضى التى قد لا يمكن السيطرة عليها بعد ذلك"، مشيرا إلى أنها مهلة واضحة ومحددة قبل التدخل المباشر الذى قد يكون مبكرا عما يتوقعه البعض، فالمشهد يتغير بالكامل ومصر تمضى إلى المجهول.
الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع |
فيما أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى، هى تصريحات جيدة تم اختيار كلماتها بدقة، لافتا إلى أنها رسالة واضحة موجهة للجميع، أنه فى حال أن خرج الشعب للمطالبة بحقه وحاول أى طرف الاعتداء عليهم فلن تصمت القوات المسلحة.
وأضاف نافعة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن رسالة السيسى نوع من الحياد الإيجابى لصالح الشعب وضد هيمنة فصيل واحد على مقدرات الوطن، وإما تلجأ جماعة الإخوان المسلمين إلى حوار حقيقى يحقق صالح الوطن أو تدخل القوات المسلحة لحماية ثورة الشعب كما حمتها ضد نظام مبارك.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفى مصطفى بكرى "إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى ألتقى بالرئيس محمد مرسى فى القصر الجمهورى بناء على طلب مرسى والاجتماع انتهى منذ قليل وتوجه السيسى إلى وزارة الدفاع".
وأضاف بكرى عبر تغريدة له على "تويتر": "مرسى كان غاضبا من بيان السيسى بعدما قال إن الجيش لن يقف صامتا أمام المخاطر التى تهدد الدولة بالسقوط وطلب من مرسى التدخل لوقف التهديدات".
وأضاف النائب البرلمانى "إنه عندما يعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسى أن الجيش تجنب الفترة الماضية أن يكون بعيدا عن المعترك السياسى ولكن مسئوليته الوطنية تحتم عليه التدخل الآن لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم، فأعلم أن الجيش قرر أن يكون صاحب كلمة الفصل، وسيلزم مرسى بالاستجابة لمطالب الشعب".
واختتم بكرى قائلا: "فى ليلة النصف من شعبان السيسى يهدى إلى شعب مصر أجمل هدية.. السيسى ينذر المتآمرين ويؤكد أن الجيش مع الشعب ولن يقبل بسقوط الدولة".
بينما أكد الدكتور هشام الدسوقى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، أن رسالة الجيش التى وجهها اليوم هى موجهة لقوى المعارضة جميعا، بضرورة أن يلتزموا السلمية فى تظاهرات 30 يونيو الداعين لها، وإلا يخرجوا عن هذه السلمية حتى لا يتدخل.
وقال عضو الهيئة العليا، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الجيش وجه فى رسالته عدد من الرسائل إلى الجميع، وهى عدم الخروج عن السلمية فى التظاهرات وعدم الاعتراض لمؤسسات الدولة، مشددا على أن الجيش لن يتدخل فى 30 يونيو، وإذا تدخل سيكون لحماية الشرعية.
وأضاف الدسوقى أنه يجب على قوى المعارضة أن تلبى الدعوة للحوار، مشيرا إلى أنه يتضامن مع رسالة الجيش، وأنه من كان مخلصا من المعارضة فعليه أن يوافق على الحوار ويلبى الدعوة لأنه فى حالة غرق السفينة سيغرق معها الجميع.
ومن ناحيته، قال الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، إن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى التى أدلى بها اليوم، هى الأخطر من نوعها كونها حمالة أوجه بخلاف التصريحات السابقة، وتحتاج إلى توضيح من حيث إن القوات المسلحة تتحدث عن أنها تريد العودة مرة أخرى الى العمل السياسى أم أنها تتحدث من منطلق حرصها على الشعب.
وأضاف نور خلال مداخلة هاتفية بقناة "الجزيرة مباشر مصر" قائلاً: "كلنا ثقة فى وطنية الفريق السيسى والجيش المصرى وأتمنى ألا يفهم من تصريحاته اليوم أنها تحريض لطرف على طرف"، مؤكداً أن خطابه كتب بحرفية شديدة جدا.
وأشار إلى أن تصريحات السيسى عن أن "المسئولية الوطنية للقوات المسلحة تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم" قد يحمل فى طياته دخول الجيش فى المعترك السياسى، وأدعوه إلى أن يطلق مبادرة حوار بين الأطراف السياسية المختلفة قبل 30 يونيو.
أكد اللواء لطفى مصطفى، رئيس أركان القوات الجوية السابق، وزير الطيران المدنى الأسبق، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى بعث برسالة طمأنينة للشعب المصرى خلال تصريحاته التى أدلى بها اليوم الأحد، لذا يجب على كل منا أن يقوم بدوره.
وعلى سياق متصل، قال لطفى مصطفى لـ"اليوم السابع" إن الشعب المصرى عليه النزول للشارع بحشود كبيرة ليعلن أنه غير راض عن الحكم القائم، مؤكدا أنه فى حالة نزول الشعب سيقوم الجيش بدوره فى تأمينه، والحفاظ على أمن وسلامة الشعب والوطن.
وأضاف "مصطفى" أن رئيس الجمهورية هو المنوط به الدعوة للتوافق وإيجاد صيغة تفاهم بين القوى السياسية، لذا هناك ضرورة لإيجاد حلول واقعية لما نمر به الآن من أزمة تهدد الجميع.
وأكد البرلمانى السابق محمد أبو حامد أن التصريحات التى أدلى بها الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، إيجابية وكانت متوقعة، بل يمكن القول إنها جاءت متأخرة قليلا، بعد التهديدات المتكررة من الجماعات الإرهابية للشعب المصرى، على حد قوله.
قال أبو حامد لـ"اليوم السابع" إن التصريحات التى أدلى بها قيادات جماعة الإخوان والموالين لهم ووصلت إلى أكثرها جرما، يوم الجمعة الماضية، فى مظاهراتهم فى ميدان رابعة العدوية، وتهديدهم بسحق الشعب المصرى والتهكم على الجيش، كانت تستدعى رد من الجيش للحفاظ على أمن وسلامة البلاد.
وأضاف أبو حامد "إن الإساءة للجيش بمثابة إساءة للشعب بأكمله، ويجب على الجيش التدخل ليمنع الاعتداء على الشعب"، لافتا إلى أن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى اليوم، كانت تحمل رسالة واضحة ليس بها أى انحياز لأى فصيل، بل لإرادة الشعب.
وأوضح أبو حامد أن الجيش لن يترك البلاد تضيع من أجل مجموعات إرهابية مغتصبة للسلطة أو مجموعات انتهازية من المعارضة شاركت فى الوصول إلى الوضع المتأزم الذى تمر به مصر الآن قائلا: "الشعب نازل ليس لديه ثقة فى أحد ولا صيغة تصالحية، ويجب محاكمة كل من ارتكب جريمة"، على حد نص تصريحاته.
المصدر :جريده اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق